الجمعة، 1 أبريل 2016

ما هي الحلول المقترحة للتخلص من الرطوبة في بيت الدجاج ؟

ما هي الحلول المقترحة للتخلص من الرطوبة في بيت الدجاج ؟
.
.
سؤال طرحه الصديق Aymen Jribi، و هو سؤال يشغل بال الكثير من المربين، خصوصا في القطاع التقليدي (حظائر غير مجهزة)، و الإجابة عنه تعني الشيء الكثير، لأن معظم المشاكل الصحية تكون لها صلة بشكل أو بآخرن بتدني جودة الفرشة، و ارتفاع رطوبتها..
وأذكر هناب العلاقة الجدلية بين العدوى البكتيرية و الرطوبة:
الرطوبة تؤدي إلى درائة الفرشة
رداءة الفرشة يؤدي إلى مشاكل تنفسية و إسهالات..
الإسهال يزيدد من رداءة الفرشة....
و هكذا.. تستمر تلك العلاقة الجدلية بين الرطوبة و الأمراض.
وللبحث عن الإجابة، يجب طرح السؤال بطريقة مغايرة: ما هي العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة الرطوبة؟ معرفة تلك العوامل ستساعدنا في وضع آلية للتخلص من الرطوبة، فحين نعرف العدو جيدا، يمكن إيجاد آلية محاربته.
الرطوبة ظاهرة فيزيائية و بيولوجية، تتعلق بطبيعة الهواء و نسبة الضغط الجوي، و درجة الحرارة.. و تتعلق أيضا بإنتاج الطيور من الماء حسب الوزن..
للتوضيح:
يجب معرفة أن الهواء الذي نتنفسه و تتنفسه الطيور، يحمل كمية من الماء، يشار إليها : بالرطوبة النسبية Humidité relative ، أي نسبة رطوبة الهواء، أي كمية الماء الموجودة بالهواء، و هذه الكمية تتراوح حسب درجة الحرارة و نسبة الرطوبة، مثلا : حينما تكون درجة الحرارة 20° و نسبة الرطوبة 70% فإن كمية الماء في الهواء هي 12 جرام لكل متر مكعب. (حظيرة بطول 100 متر و عرض 10 م و علو 4 أمتار تحوي حوالي 48 لتر من الماء في الهواء)
و حينما تكون درجة الحرارة 10° و نسبة الرطوبة و نسبة الرطوبة 80% فإن كمية الماء في الهواء هي 7 جرام لكل متر مكعب.(حظيرة بطول 100 متر و عرض 10 م و علو 4 أمتار تحوي حوالي 28 لتر من الماء في الهواء) .
و حينما تتنفس الطيور فهي تستنشق كميات من الماء، تقوم بإعادة إفرازها على شكل عرق و تنفس و فضلات.. فالدجاجة البالغة التي تزن 1500 جرام، تنتج حوالي 5 جرام من الماء في الساعة. منها 35% من كمية الماء المستهلكة، و بالتالي فقطيع مكون من 10000 دجاجة بوزن 1,500 كلج ينتج حوالي 50 لتر من الماء في الساعة، أي 1200 لتر خلال 24 ساعة!!!!!!
إذن نعرف الآن من أين تأتي المياه التي تتسبب في رداءة الفرشة، و تتسبب في كثير من الأمراض التنفسية و المعوية، و تشكل بيئة جيدة لنمو و تكاثر البكتيريا و الفطريات و الطفيليات و الفيروسات...
و الآن يجب أن نعرف : كيف نتخلص من تلك المياه ؟؟
الطريقة الوحيدة التي يتم بها التخلص من الماء هي الهواء و الحرارة. فالهواء يقوم بتجفيف المياه، و الحرارة أيضا تقوم بنفس الدور، و المشاكل التي تظهر في فصل الشتاء، غنما تعود بالأساس إلى هذين العنصرين : قلة التهوية و انخفاظ درجة الحرارة. و هنا أذكر القراء بأن الماء يبدأ في التبخر إنطلاقا من 25°.. و حينما تنخفظ حرارة الحظيرة إلى ما دون الــــ 25° ، هذا يعني غياب عامل مهم في تبخير المياه، و بالتالي سنعتمد على العامل الثاني : الهواء !!
كيف نحسب كمية الهواء و سرعة الهواء التي تمكننا من تبخير الماء ، و التخلص من الرطوبة؟؟
هناك قاعدة أساسية، تعتمد على قياس درجة الحرارة  داخل الحظيرة و خارج الحظيرة، و نسبة الرطوبة في الحظيرة و خارجها، و كمية الماء الناتجة عن الطيور.
مثال: (المثال التالي مقتبس من صفحة 18 من المجلة العلمية sciences et technique avicoles/septembre 1998)
قطيع من 22000 دجاجة بوزن 1.5 كلج لحم ، كل دجاجة تنتج 5 جرام من الماء : 22000 x 1,5 x 5 = 165000 جرام من الماء في الساعة.
الحرارة الداخلية = 20°  و نسبة الرطوبة = 70%  إذن وزن الماء هو 12 جرام ماء لكل متر³
الحرارة الخارجية 10° و الرطوبة النسبية 80%  إذن وزن الماء هو 7 جرام ماء لكل متر³
القاعدة : منسوب الهواء (كمية الهواء التي يجب تجديدها في الحظيرة) يساوي: 165000÷ ( 12 – 7) أي 165000 ÷ 5 النتيجة : 33000 متر³/ ساعة.
للتخلص من الماء الناتج عن القطيع أعلاه، يجب تجديد 33000 متر مكعب من الهواء كل ساعة !!
وهنا يقع معظم المربين المبتدئين و الصغار في المشاكل، بسبب الجهل من جهة وافتقارهم للتجهيزات الضرورية للتهوية (مراوح / دفايات) من جهة أخرى...
لقد أشرت في مقالات سابقة إلى نظم و وسائل و كيفية التهوية الصحيحة لحظائر التربية، و لابأس بالتذكير ببعض تلك الوسائل، و التي تخص الحظائر التقليدية شبه المغلقة، و التي تعتمد على التهوية الطبيعية:
أولا:
يجب التقليل من عدد الطيور في فصل الشتاء و الخريف، و ذلك للتقليل من كمية الماء الناتجةة عن الطيور.
ثانيا:
يجب العمل على تجديد الفرشة بشكل مستمر، مرة في الأسبوع مثلا، و وضع الجير على الأرضية ثم نشر طبقة من نشارة الخشب أو التبن (يفضل استعمال نشارة الخشب في الفصل البارد لسهولة تقليبها و تجفيفيها) .
ثالثا:
نشر 200جرام من الفوسفاط Superphosphate  لكل متر مربع من أرضية الحظيرة كل 5 أيام، هذا يساعد على امتصاص غاز الأمونياك ، المسبب المباشر و الخطير لكثير من الأمراض التنفسية.
رابعا:
يجب العمل على الإستفادة من حركة الهواء الطبيعية (أعلى أسفل)، فالهواء الساخن يصعد إلى الأعلى، و الهواء البارد ثقيل، و ينزل إلى الأسفل.. وبالتالي يجب الحرص على إيجاد فتحة تهوية في سقف الحظيرة، على طول الحظيرة بعرض 40 أو 60 سنتم، فهي كفيلة بالتخلص من الهواء الفاسد، و خلق حركة هواء كفيلة بسحب الرطوبة الزائرة و التخفيف من مشكل انخفاض الحرارة في الفصل البارد..
خامسا:
لو بالإستطاعة، رفع درجة الحرارة داخل الحظيرة، إلى حوالي 25°، للمساعدة في عملية التبخير الطبيعي للماء.
و الله ولي التوفيق.
.....................

الجدول المرفق، يبين كمية و منسوب الهواء الواجب التخلص منه في كل ساعة.