الأربعاء، 23 مارس 2016

فصل الشتاء، بُعْـبُعُ مربي الدواجن:

فصل الشتاء، بُعْـبُعُ مربي الدواجن:


لماذا تنتشر الأمراض في فصل الشتاء بشكل كبير بين


قطعان الدجاج؟؟


و هل قدر المربين أن تمرض قطعانهم؟؟
.
.
في الواقع، تزداد معاناة مربي الدجاج في فصلي الخريف و الشتاء، و تكثر الأمراض بشكل يعجزون فيه عن مقاومتها، و بالتالي، يصاب الكثيرون بخسائر مادية، تدفع ببعضهم إلى التخلي عن قطاع التربية و اعتباره قطاع مجازفة ومغامرة..!!!
فهل هو قدر أن تمرض قطعاننا في الفصل البارد..؟ دعوني أطرح السؤال بطريقة مختلفة، و إيجابية: هل يمكن للمربي أن ينجح في تربية قطيع دواجن في الفصل البارد؟؟ الجواب : نعم.. و أما كيف ذلك، فيعود إلى أسباب تقنية صرفة، و أسباب مالية.
وأما الأسباب التقنية، فتتمثل في مسببات الأمراض، و التي تشتد في الفصل البارد أكثر من فصل الصيف، ومسببات الأمراض بالأساس، هي الرطوبة و سوء التهوية، و الغازات الضارة، و الغبار، و الصدمات الحرارية و التيارات الهوائية.
و هذه كلها تسبب مجتمعة أو منفصلة في انتشار العدوى، و تحويل بعض الكائنات الدقيقة (الموجودة أصلا) إلى حالات مرضية pathogènes ، في حالة عجز أو جهل المربي بكيفية إدارتها.. لذا يجب معرفة بعض المعطيات التقنية أو الفيزيائية، التي تشكل بؤر العدوى و الإصابات :
القاعدة الذهبية التي يجب معرفتها (كما ذكرها Didier Villate) هي :
ماء غير جيد ==> تبذير مياه ==> إلتهاب الأمعاء الرقيقة ==> فرشة مبللة (ماء+ إسهال) ==> تخمر الفرشة (السماد) و إنتاج غاز الأمونياك ==> إلتهاب الجهازز التنفسي (القصبة الهوائية و الأكياس الهوائية) ==> أمراض تنفسية.

و أشهر عدوى تنتشر في القطعان كنتيجة لسوء الإدارة التقنية للعنابر، هي الكوليباسيل، ما يعرف بالشخرة (المغرب) الخرخر أو العطس في بلدان أخرى.. أو "الجلالة" (عند المغاربة) و هي الطبقة المتجبنة التي تكسو القلب و الكبد أثناء الإصابة بالكوليباسيل (التنفسي)، لأن الكوليباسيلات أنواع، منها ما يصيب الأمعاء و منها ما يصيب الجهاز التنفسي و منها ما يصيب الجهاز التناسلي، و سيأتي الحديث عنها بتفصيل.
الذي أؤكد عليه، أن السبب المباشر لأغلب هذه الأمراض هو سوء الإدارة، و عدم كفاءة المربي، أو عدم وجود تجهيزات متطورة، للحفاظ على المناخ الطبيعي داخل العنابر (الحظائر).

و ما يزيد الطين بلة أن أغلب المربين يعمدون في فصل الشتاء إلى زيادة كثافة الطيور للمتر المربع، بينما يعمدون إلى التخفيف ايام الصيف و الجو الحار!!! و العكس هو ما يجب فعله (أتحدث هنا عن الحظائر غير المجهزة) ، ففي فصل الشتاء، تهبط درجات الحرارة إلى مادون 20 C°، علما بأن الماء يبدأ بالتبخر إنطلاقا من 25C° ، و النتيجة أن الفرشة تزداد بللا، و رطوبة، كلما ازدادت كتافة الطيور و كلما قلت نسبة التهوية. فالعلاقة علاقة جدلية، كتافة تؤدي إلى رطوبة، و رطوبة تؤدي إلى أمراض.. على عكس الفصل الحار (الربيع و الصيف) تتبخر المياه الناتجة عن إفرازات الطيور (35% من المياه المستهلة، تفرزها الطيور على شكل عرق و تنفس و سماد (زرق).. و كلما تقدمت في العمر، كلما كانت إفرازاتها من المياه كبيرة، و كلما ازدادت الفرشة سوءا و رداءة..

و أما الأسباب المالية (المادية) فتتمثل في افتقار العنابر (عند المربين المتوسطين و المبتدئين) إلى الأجهزة الضرورية لتحقيق استقلالية عالية للمناخ داخل الحظيرة عن المناخ خارجها: المراوح، أجهزة التدفئة، و المواد العازلة (السقف و الجدران) و ايضا و جود أرضية غير عازلة، تسمح بتسرب الرطوبة و البرودة إلى الطيور.. 
ما هو الحل؟؟؟ 
في نظري ليس هناك حل سحري لتجاوز هذه المشاكل، ماعدا خفض عدد الطيور بالمتر المربع في فصل الشتاء، للتقليل من إفرازاتها و الحفاظ على فرشة جافة نسبيا، و أيضا للتقليل من نسبة الغبار الذي تسببه حركات الطيور، و للإفادة، يجب معرفة أنه في كل جرام من الفرشة (السماد) توجد حوالي 1000.000 كوليباسيل، كما يوجد حوالي 100.000.000 كوليباسيل في كل جرام من زغب الكتاكيت أثناء التفريخ،(page 239 Dider Villat) و هنا نتحدث عن حالة غير طبيعية، أي الحالات التي تنعدم فيها النظافة و التعقيم و الأمن الحيوي في معامل التفريخ أو حظائر التربية.. بل حتى بعد التعقيم الجيد للعنابر، فإن 5% من الفيروسات و البكتيريا تبقى داخل عنابر التربية...و يجب التعامل مع هذه الحقيقة كأمر واقع، أي أن البكتيريا تعيش مع الطيور و الحيوانات، و أنها قد تنتقل من حالة لا مَرضية، إلى حالة مَرضية، في أي لحظة.. لذا يجب الحرص على اتخاذ كل ما يمكنه الحفاظ على الحالة اللامرضية، بتجنب مسببات الحالة المرضية.. فالكتاكيت مند مرحلة التفقيس، قد تكون حاملة لبكتيريا الكوليباسيل في أمعائها، و الفرشة قد تكون أيضا مشبعة بالكائنات الدقيقة التي يمكنها في أي لحظة أن تتكاثر و تتحول إلى حالة هجوم..
و هنا، تجب الإشارة، إلى أن بعض الإصابات الفيروسية (كومبرو و نيوكاسل) تشكل فرصة كبيرة للإصابة بانواع الكوليباسيل و غيرها من البكتيريا.. بسبب ضعف الجهاز المناعي الذي تسببه هذه الأمراض، خصوصا الكومبورو.
و أخيرا، لا أظن أنه من الضروري التنبيه إلى ضرورة تلقيح أو تحصين الكتاكيت، و إعطاء كورس من المضادات الحيوية في اليوم الأول و لمدة 5 أيام، وفي الأسبوع الثالث، كخطوة استباقية.. و تحقيق الكثافة المناسبة لإمكانيات التهوية و التدفئة. 
==============
الصور المرفقة لبكتيرا الكوليباسيل/ و الآي كولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق