الأربعاء، 23 مارس 2016

الكثافة و اثرها السلبي في التربية:

الكثافة و اثرها السلبي في التربية:
.
.
سألني أحد الأصدقاء من تونس: هل هناك طريقة لتسريع نمو الطيور لتحقيق مردودية جيدة؟؟
و هذا السؤال هو ما دفعني لكتابة هذا المقال، رغم انشغالي الكبير في المدة الأخيرة.
أقول و بالله التوفيق:
الكثير من المربين يقوم بعمليات حسابية خاطئة 100% اثناء وضع برنامج استغلال العنبر أو الحظيرة، هناك من يحتسب كمية النافق المحتمل، ويقوم بإضافة عدد من الطيور كرصيد إحتياطي، لتعويض النافق.... و هناك من يراهن على رفع العدد للتقليل من نفقات الإنتاج أو كلفة الإنتاج.. و هناك من يمتلكه الجشع فيضاعف أعداد الطيور بشكل كبير.. أملا في تحقيق ربح سريع..
و النتيجة، مشاكل لا حصر لها، و خسارة شبه مضمونة:
طائر الدجاج كائن حي، و كونه كذلك، يشترط جملة من الشروط المناخية و الإيكولوجية التي إن لم تتوفر، سيختل السير الطبيعي لحياة الطيور، و بمعرفة هذه الحقيقة ، أو بتعبير أصح، إذا استوعبنا هذه الحقيقة، سنعيد كثيرا من الحسابات الخاطئة، التي تسبب خسارة أكثر مما تحقق ربحا.
لذا اقول، أنه في حظيرة مساحتها 1000 متر، يمكن لمربي 12000 طائر أن يحقق ارباحا أكثر من مربي 26000 طائرا.. قد يستغرب الكثيرون لكنها الحقيقة..و التي تزعج أهل الجشع...
لكن بالمنطق العلمي، هناك جملة من الإعتبارات التقنية التي تحدد النتيجة السيئة للكثافة الزائدة، منها:
حينما تكون نسبة العزل سيئة ، و نعني بنسبة العزل، قدرة المواد التي بنيت بها الجدران و السقف على تحقيق نسبة عزل جيدة ، و هناك معاملان إثنان لمعرفة جودة المادة العازلة:
أ‌) معامل القدرة على التوصيل (λ): و يناسب كمية الحرارة التي تخترق خلال ساعة مادة ذات مساحة 1متر ² ، و سمك 1 متر، مع الحفاظ على فارق حراري يساوي 1C° ما بين سطحي المادة. هذا المعامل (λ) يعبر عنه بـــ W/mC° ، وكلما كان ضعيفا، كلما كانت المادة عازلة.
ب‌) معامل الإرسال الحراري (K) : يمكن اعتماد هذا المعامل لقياس جدار مكون من طبقات من مواد مختلفة، و يناسب كمية الحرارة التي تخترق جدارا من طبيعة و سمك محددين و مساحة تعادل 1 متر ² ، خلال ساعة من الزمن. مع فارق حراري ما بين سطحي هذا الجدار يعادل 1C° . و يعبر علي معامل K بـــ w/m² C° K . و كلما كان ضعيفا كلما كانت درجة العزل عالية.
و هناك جملة مقاييس تحدد جودة أو دراءة العزل، و هذه هي المقاييس المطلوبة:
1) السقف = 0.35 w/m²C°
2) الجدران = 0.60w/m²C°
3) الأرضية = 0.60w/m²C°

و قليل من يعير اهتماما بهذه المعايير، و يكتفي بمواد عازلة بخسة الثمن، لا تحقق العزل الجيد، وبالتالي، يصعب تحقيق حرارة جيدة داخل الحظيرة (في الفصل البارد) و في هذه الحالة، فإن الفرشة لا يمكن أن تجف، و تصبح غير صالحة لجثوم الطيور عليها، علما بأنه اثناء جثوم الطيور (قعودها او نومها) فإنها تعرض القفص الصدري و الجهاز الهضمي لصدمة حرارية باردة لها عواقبها التي لا تلبث أن تُترجم إلى أعراض تنفسية و إسهالات، مما يزيد من سوء الفرشة.. هذا الوضع يشكل أرضية خصبة لتكاثر الكائنات الدقيقة من بكتيريا و طفيليات و فيروسات و فطريات.
و أما في فصل الصيف، فإن عوامل الخطر، هي دراءة المواد العازلة، القدرة على التهوية، سرعة الهواء، و القدرة على تبريد مناخ الحظيرة.. كل هذه العوامل، بوجود كثافة عالية، تصبح عبئا كبيرا على كاهل الطيور، و تؤدي إلى خلل وظيفي كبير يتمثل في ظهور عدد كبير من الأمراض.. 

لذا، يصبح لزاما، الحد من كثافة الطيور، للحد، أولا من متطلباتها في التهوية و الأوكسجين و الحرارة و التبريد... ثانيا للتقليل من مضاعفات إفرازاتها من زرق ( براز) و رطوبة و ثاني أوكسيد الكاربون... و غاز الأمونياك (الناتج عن تخمر الفرشة و المواد العضوية) و غاز اليوريا ، الناتج عن تبول الطيور...( و هنا أشير إلى الإعتقاد السائد لدى الكثيرين، من أن الطيور لا تتبول... و أشير إلى أن بول الطيور هو تلك المادة البيضاء الموجودة في براز الدجاج..)
و اليكم جدولا، تقترحه شركة الـــ Hubbard ، حول علاقة الكثافة بكمية اللحم المستهدفة لإحدى سلالاتها:
.
الوزن بالكيلو.... الكثافة طائر/متر².....الحمولة (كلج لحم/متر²)
1 ............................26,3 ......................... 26,3
1,2 .......................... 23,3 .......................... 27,9
1,4 ..........................21...............................29,4
1,6............................19,2............................30,8
1.8............................17,8............................32
2 ..............................16,6............................33,1
2,4............................14,7............................35,2
2,7............................13,5............................36,5 
3 ..............................12,6............................37,8
من خلال الجدول هذا، نلاحظ أنه كلما قلت كثافة الطيور ، كلما إزدادت حمولة المتر المربع من اللحم، فــ26.3 طائر للمتر² أعطتنا 26.3 كلج لحم، بينما 12,6 طائر للمتر المربع أعطتنا 37.8 كلج لحم للمتر ² !!!!!
و السبب انه كلما قلت الكثافة في المتر المربع كلما ازدادت كمية الهواء المتوفر للطيور و كلما قلت نسبة الرطوبة ن بما يعني ذلك من توفر مناخ و ظروف جيدة تمكن من تحقيق مردودية عالية .
................
الجدول أعلاه ، مقتبس من دليل تربية ISA BROLLER سنة 1996، شركة Hubbard ISA (تغير إسم الشركة مؤخرا ليصبح Hubbard europe )
المعلومات العلمية حول العزل الحراري، مترجمة بتصرف ، من عدد خاص/ علوم و تقنيات تربية الدواجن 1998

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق