الجمعة، 20 مايو 2016

دجاجنا في مواجهة موجات الحر:



دجاجنا في مواجهة موجات الحر:

بعد الأنفلونزا.. الصيف على الأبواب:
.
.
عانى قطاع الدواجن بكل من مصر و المغرب من خسائر جسيمة بعد انتشار وباء أنفلونزا الطيور في البلدين في الأشهر القليلة الماضية، و بلغت الخسائر حد إفلاس كثير من المربين و الفاعلين في القطاع.

الغريب كيف لا يتعظ المربون و الجهات الحكومية المسؤولة مما أصاب أوروبا و العالم سنة 2003 و 2004 جراء انتشار الفيروس، و كيف قضى على ملايين الطيور، في عجز كامل، بسبب غياب أي تحصين يومها.. لكن الجميع يعلم أنه و بعد الكارثة ثم إعداد و صناعة لقاحات ضد الوباء.. و مع ذلك لم يكلف أحد عناء تحصين قطعاننا ضد فيروس الأنفلونزا.. بل الأكثر غرابة هو الجهل التام من قبل المربين بهذا الفيروس.. إضافة إلى تدني مستوى الوعي بشروط الأمن الحيوي للمزارع، و أيضا بإجراءات الوقاية من انتشار الوباء..
كل هذا يفسر الخسائر الجسيمة التي لحقت قطاع الدواجن بكل من مصر و المغرب.. و نحن مقبلون على صيف، الله وحده يعلم كم سيكون حار أو معتدلا.. لابد من التحسيس بمخاطر موجات الحر التي لا تقل خطورة عن وباء الأنفلونزا.. و حتى لا يأتي علين يومٌ نقول فيه:
أتى الصيف على ما أبقته الأنفلونزا !!!!
أقدم بعض ما تجب معرفته و ما يجب فعله في فترات الحر للحد من الأضرار و التخفيف من الخسائر.. ويكفي أن أذكر ببعض الأرقام حول حجم الخسائر التي لحقت قطاع الدواجن بفرنسا (بلد متطور و بارد)، لنعرف كيف يمكن أن تكون الصورة في حال حدوث موجة حر مباغثة، و المغاربة يتذكرون 40% و هو الرقم الذي اعلنته وزارة الفلاحة لتقييم خسارة قطاع الدواجن بالمغرب.
و أما فرنسا، فإليكم بعض تلك الارقام المفزعة سنة 2003
خسر قطاع الدواجن بفرنسا حوالي:
3.5 مليون طائر دجاج.
500.000 ديك رومي
400.000 دجاج أمهات
عشرات الآلاف من البط
بضع آلاف من الدجاج المزركش pintade
حوالي مليون بياضة.
250.000 بين بط و إوز.
و بلغت الخسائر 44 مليون يورو في فرنسا لوحدها.
كنت أتمنى أن أقدم أرقاما لخسائرنا نحن العرب، في قطاع الدواجن و غيره، ولكن عقلية "أننا لا نخسر، وأن كل شيء تمام"، تمنع توثيق ذلك... لذا أجد ضالتي في المصادر الغربية (فرنسا).
على أي حال، فقد قطاع الدواجن بالمغرب في صيف 2009، آلاف الطيور و تسبب في خسارة بل خراب مصير عائلات بأكملها.. و أتت أنفلونزا الطيور هذه السنة لتكمل ما بقي.. و إن استمر المربون في هذه اللامبلات فستتكرر الخسائر و ستكرر الفاجعة..
لذا، يجب على الجميع استباق الحدث و وضع استراتيجية أو خطة لمواجهة موجة حر يمكن أن تحدث في أي وقت .. و كما تقرر إنشاء تأمين خاص ضد مخاطر موجات الحر L’assurance du risque “Coup de Chaleur ، فالحاجة إليه عندنا في المغرب و غيره لا تقل أهمية عنه بدور أوروبا.
ثم لا بد من القيام بدورات تحسيسية للمربين، حول مخاطر موجات الحر و كيف تؤثر على القطعان ، و الإجراءات الضرورية أثناء موجات الحر.
و سأبدأ إنشاء الله بتقديم بعض المعلومات حول موجات الحر و أثرها على الطيور، و كيف يمكن التخفيف أو الحد من الخسارة، و الله ولي التوفيق.
(يتبع)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق