الأربعاء، 24 فبراير 2016

كيف تهجم البكتيريا على الطيور؟

كيف تهجم البكتيريا على الطيور؟
و ما هي مراحل الهجوم؟؟
.
.
لابد للمربي أن يعلم بعض المعلومات عن "عدوه" حتى يتمكن من الدفاع أو المواجهة إن إقتضى الحال.. و كما أن لكل عدو يغزو خطة و تكتيكا و استراتيجية، فإن البكتيريا و الفيروسات لها أيضا خطتها.. و معرفة تلك الخطط هي جزء أساسي من الدفاع و الحد من الخطورة و الخسارة الإقتصادية.
و إليكم إخوتي مراحل الغزو التي تعتمدها تلك الكائنات الدقيقة، في هجومها.
° أولا : التسلل: تقوم البكتيريا بالتسلل إلى جسم الطيور من خلال الجهاز التنفسي، الأنف و الفم، من خلال العيون، من خلال الجروح من خلال المخرج .. في هذه المرحلة لا يمكن ملاحظة أي شيء غريب على الطيور
° ثانيا: الوصول إلى الأعضاء المستهدفة أو المضيفة (الكبد/الأمعاء/الأكياس الهوائية... الخ )
° ثالثا: إستعمار مساحات من الجسم (خلق مستعمرات عبر التكاتر).
° رابعا: التكاثر الموضعي للبكتيريا، و هنا بالذات تبدأ الأعراض في الظهور، فنلاحظ نوعا من الخمول أو التوقف عن الأكل أو دموع وسيلان الأنف و العيون...
° خامسا: غزو الخلايا.
° سادسا: إنتشار البكتيريا في باقي الجسم..
في المرحلة السادسة، تبدأ في إفراز السموم: endotoxine ( سم داخلي المنشأ) و les toxines cécrétées ( سم مُفرز)..
.
.
طبعا لكل مرحلة من هذه المراحل تفاصيل دقيقة، لكني إختصرت المفيد منها ليعرفه المبتدؤون.. هناك مسألة مهمة، أنه في المرحلة الثالثة من غزو البكتيريا تتوقف الأكياس الهوائية عن أداء وظيفتها.. أثناء الإصابة بالميكوبلازما أو الكوليباسيل (الجلالة).و تبدأ الأعراض التنفسية في الظهور. و الخمول يسيطر على الطيور.
لماذا كل هذا الكلام؟؟
لأن المربي يمكنه السيطرة و تدارك الوضع في المراحل الأولى أثناء ظهور الأعراض على الطيور (أعراض تنفسية، إفرازات معوية...) بإعطاء المضادات الحيوية عبر ماء الشرب أو عبر إضافته للأعلاف.. لكن في المراحل المـتقدمة للمرض، أي عندما تتوقف الطيور عن الحركة، فهنا تكمن المشكلة، لأنها تتوقف عن شرب الماء و أكل الأعلاف، وبالتالي لا يمكنها استهلاك الأدوية. في هذه الحالة الحرجة، ليس هناك حل إلا إعطاء المضادات الحيوية عبر الحقن (غالبا في العضل) .. و هنا أشير إلى نجاعة هذا الأسلوب، بشكل قد لا يصدقه الكثيرون.. و مؤخرا تمك أحد الأصدقاء من علاج إصابة بالسالمونيلا عبر الحقن بوارزازات، بعد أن نصحته بذلك.
فمثلا، السالمونيلا (الكبدة أو المرارة) مرض بكتيري خطير جدا، و يصعب القضاء عليه.. و أعتقد أنه مرض أشبه بالإصابة الفيروسية.. لصعوبة علاج القطعان المصابة.. هذا المرض سبق وأصاب قطيعا من الأمهات مكون من 23000 أم كنت أشرف عليها. و بلغ النفوق (الموت) نسبة عالية، فشلت كل المضادات الحيوية في الحد من انتشار المرض و النفوق.. و بلغت الإصابة درجة الوباء.. و كانت قيمة القطيع تقدر بحوالي ربع مليون دولار و لم يبق أمامي إلا اتخاذ إجراء غير مألوف في البلد، و لكنه منتشر في مصر العربية، كان لي أصدقاء بياطرة من مصر، و اقترحوا علي أن أحقن القطيع بمضاد Gentamycine لمدة ثلاث أيام متتابعة.. و بالفعل توقف نفوق الطيور بشكل كامل خلال ثلاث أيام.. كانت هناك خطوة ثانية كان من المفترض أن نقوم بها، و هي تحليل الدم ، و تغيير الفرشة و تعقيم الحضائر.. لأسباب لوجيستية لم نقم بذلك، لأن هناك بعض الطيور ستبقى حاملة للبكتيريا، و هي مصدر عدوى مستقبلي، الشيء الذي حصل بالفعل بعد 20 يوم تقريبا..
أعود و أذكر بأهمية اللجوء إلى الحقن في الحالات الحرجة..
لكن المهم و المهم و المهم... هو ملاحظة التغيرات على سلوك الطيور، و البحث عن أعراض الأمراض و تشريح الطيور النافقة، للتأكد من عدم وجود أعراض تشريحية لبعض البكتيريا الخطيرة.

هناك تعليق واحد:

  1. شكراااااااااااااااااااا جزيلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا

    ردحذف