الأربعاء، 24 فبراير 2016

الإنارة الصناعية و اثرها على الطيور:

 الإنارة الصناعية و اثرها على الطيور:
.
.

آية الليل و آية النهار، هي آيات خلقها الله للحفاظ على التوازن الإيكولوجي و البايلوجي لكافة الكائنات، و لعل الكثيرين يجهلون أثر الإنارة الصناعية على الطيور خصوصا البرية منها، و الطيور المهاجرة على الخصوص.. فقد أحصى الدكتور Felix Liechti عن المركز السويسري لعلوم الطيور حوالي 3 ملايين طائر مهاجر في ليلة واحدة ... و عن نفس المصدر ، يموت حوالي 151 طائر عن كل 827 طائر أثناء الهبوط.. كل ذلك بسبب الإضاءة الصناعية.. التي تؤثر في حركة هجرة الطيور بشكل كبير و خطير..

و بالرجوع لموضوع تربية الدجاج، فإن الإضاءة الطبيعية أوجدها الله تعالى للحفاظ و الاستجابة لحاجات الطيور الطبيعية، في الطبيعة.. حسب المواسم، فهناك فصلان أساسيان: الفصل البارد (خريف وشتاء) و الفصل الحار (ربيع وصيف) و الطيور بما فيها الدجاج تسير على برنامج دقيق في عملية الإباضة و التفريخ و التكاثر حسب هذه الفصول، ففي فصل الشتاء تخلد الطيور لراحة بايلوجية، فيقل إنتاجها من البيض بشكل طبيعي، كما تعرف بعض الطيور ظاهرة القلش( سقوط الريش) بعد موسم حافل بالإنتاج.. و في الفصل الحار مطلع الربيع إلى نهاية الصيف، تبدأ الدجاجات في موسم جديد من الإنتاج و التكاثر.. وذلك كله له علاقة بساعات الإضاءة: ففي الفصل البارد يقصر النهار إلى حوالي 10 ساعات أو 12 ساعة و هي غير كافية لإنتاج البيض.

و نحن البشر، قمنا بخداع الطبيعة.. و ذلك عبر تربية الدجاج بكميات كبيرة في حظائر مغلقة ، متحكمين في ساعات الإضاءة (باستعمال الإنارة الصناعية : المصابيح ) مع توفير الغذاء الضروري ، إلى جانب القيام بتعديل جيني على الدجاج .. كل ذلك لتحقيق الإكتفاء الذاتي من البروتين الحيواني للبشرية، دون أن ننسى تحقيق الأرباح الخيالية من صناعة الدواجن عالميا.. (جشع الشركات).

و تعتمد تربية الدجاج اليوم بشكل كبير على برامج الإضاءة التي تحددها الشركات لتحقيق أهداف إنتاجية معينة، لما للإضاءة من أثر كبير على التمثيل الغذائي و على أداء الغدد ..وعلى سبيل المثال، تطرح شركة COOB  ثلاث برامج إنارة لنفس السلالة حسب الوزن المستهدف و حسب عدد الطيور في المتر المربع.. ما يؤكد أهمية برامج الإضاءة في التحكم في القدرة التحويلية للطيور (التحويل الغذائي من علف إلى لحم).

لذا على المربين أن يتقيدوا بشكل دقيق بتلك البرامج الإضائية تماما مثل التقيد ببرامج الغذاء.. لتحقيق الأوزان المطلوبة في المدة الزمنية المحددة. و أي تغييير في ساعات الإضاءة أو في مكونات العلف سيكون له تأثير مباشر على وثيرة النمو و على وزن الطيور عند الذبح.

و أما بالنسبة للبياض (سواء بيض المائدة أو بيض التفريخ) ، فالإضاءة تلعب دورا مصيريا في تحديد موعد النضج الجنسي لدى الطيور و بالتالي تحديد موعد الإنتاج.. و عليه فأي خلل أو تغيير في ساعات الإضاءة بل حتى في شدتها، سيكون له تأثير مباشر على مستقبل القطيع برمته، فأي نضج جنسي سابق لأوانه، قبل أن تبلغ الطيور الوزن المثالي، سيشكل خللا كبيرا في التربية   (يؤدي إلى ظاهرة انقلاب الرحم  بداية الإنتاج و نفوق عدد كبير من الدجاجات)..

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق