لمحة عن متطلبات التهوية لدجاج اللحم (3)
حركة الهواء داخل الحظائر
و علاقته بضغط الهواء.

.
.
التحكم في التهوئة و حسن إدارة المناخ داخل الحظيرة هو مفتاح النجاح و النجاة من كثير من المشاكل الصحية التي تصيب الطيور في الفصل البارد.. و المشكل أن أغلبية المربين (خصوصا المبتدئين) لا يعرفون الكثير عن طبيعة الهواء، و كيفية التحكم فيه .. و أجد صعوبة كبيرة في تبسيط بعض المعلومات العلمية لأشخاص ذوي مستويات دراسية متوسطة، لكني أبذل ما في وسعي لتوضيح وإيصال الفكرة..
و أرجو أن تنصب الأسئلة حول بعض المصطلحات أو المعلومات الواردة في المنشور..
و إليكم الجزء الثالث من سلسة :لمحة عن متطلبات التهوية لدجاج اللحم
........
أولا : التهوية الساكنة la ventilation statique:
و هي التهوية المعتمدة على حركة الهواء الطبيعية. و من خصائص هذا النمط من التهوية ارتباطه الشديد بحركة الهواء، و طبيعة الهواء الفزيائية: فالهواء إما حار أو باردK ساكن أو متحرك بسرعة قليلة، أو رياح قوية تتعرض لها الحظيرة، ، لكل حالة من حالات الهواء هذه متطلباتها التي يجب على المربي أن ينتبه إليها و على أساسها يقرر فتح أو إغلاق الستائر (النوافذ) ، و أيضا درجة فتح تلك الستائر.. لأن الهواء الداخل إلى الحظيرة يكون عبارة عن "شرائح"، والمربي هو من يحدد سمك شريحة الهواء الداخل للحظيرة، و سمك شريحة الهواء هو عينه درجة فتح النوافذ، مثلا: إذا أغلقتَ الستائر و تركتَ 10سنتم فقط لدخول الهواء، فإننا هنا نتحدث عن سمك شريحة الهواء بــ 10 سنتم..
و سمك شريحة الهواء هو ما يحدد سرعة الهواء الداخل الى الحظيرة، و المسافة التي سيقطعها قبل وصوله إلى المجال الحيوي للطيور (المجال الحيوي للطيور هو الفضاء حيث تعيش الطيور والذي يمتد ما بين أرضية الحظيرة و علو حوالي 60 سنتم).. كما يحدد درجة حرارة الهواء عند وصوله إلى المجال الحيوي للطيور.. و يحدد كذلك قدرة الهواء على "كنس" الغازات الضارة (أمونياك، يوريا، ثاني أوكسيد الكاربون.. و الرطوبة) أثناء مروره، قبل خروجه من الجهة المقابلة ، أو فتحات التهوية الموجودة بسقف الحظيرة "الفوانيس" (النفَّاسات بالمغربي).
و كلما كانت شريحة الهواء سميكة، كلما كانت سرعة الهواء قوية، و كلما قلت المدة التي يمتزج فيها مع الهواء الساخن داخل الحظيرة (الموجود عادة في السقف)، و بالتالي يكون هناك "خطر" سقوط الهواء البارد مباشرة على الطيور، فاقدا وظيفته الأساسية : كنس الغازات الضارة و الرطوبة و الغبار و الميكروبات..، أيضا قد يسبب وصول الهواء البارد إلى المجال الحيوي للطيور مشاكل صحية كبيرة..(صدمة حرارة choc thermique)..
لذا على المربي:
- في الفصل البارد، أن يضبط فتحات دخول الهواء بحيث تكون موازية لفتحات خروجه من الحظيرة، بهذه الطريقة نحافظ على توازن في "انخفاض ضغط الهواء" بين داخل و خارج الحظيرة..فــ " حينما تكون مساحة دخول الهواء موازية لمساحة خروجه، فإن انخفاظ ضغط الهواء داخل الحظيرة يكون كافيا ( ما بين 10 إلى 20 باسكال ) و الهواء يدخل إذن بسرعة (ما بين 3 متر إلى 5 م / ثانية) متجها نحو السقف، حيث يختلط بهواء الحظيرة الدافئ، ليهبط ببطء باتجاه المجال الحيوي للطيور، وقد اكتسب حرارة تمكنه من إمتصاص الرطوبة" (sciences et technique avicole/hors série septembre 1998/page 21)
- في الفصل الحار، نعمل على رفع سرعة الهواء داخل الحظيرة، بهدف التخلص من الحرارة الزائدة، و تحقيق توازن حراري لدى الطيور، ففي الصيف يجب إخراج الهواء الساخن و الرطب، وذلك بخلق تيارات هوائية ثابتة، لذا يجب أحيانا الحفاظ على ضغط منخفض لمنع الهواء من الخروج قبل "كنس" منطقة المجال الحيوي للطيور.
للتوضيح: الضغط المنخفض يعني أن هناك كمية من الهواء تخرج، أكبر من كمية الهواء التي تدخل، و هذا يخلق ما يشبه فراغ (ضغط منخفض)، وبالتالي فالهواء حينما يدخل إلى مجال الضغط المنخفض، عادة ما تكون سرعته مرتفعة، وبالتالي لايتمكن من سحب الرطوبة و الحرارة و الغبار و الغازات المتواجدة حول الطيور و في الفرشة.. و بوجود ضغط مرتفع، فإن الهواء لا يتحرك بسرعة، وبالتالي يكون غير قادر على حمل الحرارة و الرطوبة و غيرها خارج الحظيرة.. المطلوب هو ضغط متزن.
أيضا للتوضيح: الهواء البارد يكون ثقيلا، و الهواء الدافئ يكون خفيفا، لذا في فصل البارد حينما يدخل الهواء الى الحظيرة فإنه يقع مباشرة على الطيور.. إذا كان هناك "فراغ" ضغط منخفض.. و هذا يسبب مشاكل صحية كثيرة. بينما في الفصل الحار، يكون الهواء الخارجي أكثر حرارة من الهواء داخل الحظيرة، وبالتالي يكون أخف من الهواء داخل الحظيرة، و لا يتمكن من وصول المجال الحيوي للطيور إلا في حالة وجود ضغط منخفض، أي ما يشبه "فراغا هوائيا" بالقرب من الطيور، يملأه الهواء الداخل..
و القاعدة التي يجب أن تعلمها، هي : كلما ازداد انخفاض الضغط، ازدادت سرعة الرياح.
( يتبع )
ثانيا : التهوية الديناميكية ventilation dynamique