الأربعاء، 24 فبراير 2016

لمحة عن متطلبات التهوية لدجاج اللحم (4)
ثانيا : التهوية الديناميكية ventilation dynamique
التهوية الدينامية أو الحيوية أو الحركية..، ونقصد بها التهوية التي تعتمد على المراوح ventilateur ، و أشهرها في العالم العربي (ذو المناخ الحار نسبيا) هي التهوية النفقية (نسميها كذلك لأن الحظيرة تشبه النفق في طولها) ، التي تعتمد على تحريك الهواء على طول الحظيرة، في شكل نفق، فالهواء يدخل من مقدمة الحظيرة ، منطقة المكيفات (الباد كولينج) ليُسحب بقوة المراوح إلى آخر الحظيرة حيث توجد المراوح، في التهوية النفقية، يتحرك الهواء على شكل تيار حلزوني لولبي، يقوم بكنس منطقة المجال الحيوي للطيور، محققا أهداف التهوية المطلوبة.
و هناك الآن في الأسواق أنواع كثيرة من منظومات التهوية الأوتوماتيكية التي تعمل بشكل مستقل عن تدخل البشر، إلا أن المشكل يكمن في اعتقاد المربين بإمكانية الاستغناء كليا عن المراقبة و المتابعة البشرية للحظائر المجهزة بتهوية أوتوماتيكية.و هذا خطأ فادح جدا.. وقد حدث معي أن أشرفت على محطة لإنتاج اللحم مجهزة بتقنيات جد متطورة، تتحكم في الضغط و في نسبة الرطوبة داخل الحظيرة.. و صانعو هذه المنظومة على ما يبدو لم يضعوا في الحسبان ارتفاع الحرارة الخارجية إلى 51.8C° (حصل بليبيا).. و هذا ما حصل معي.. ظلت المكيفات (الباد كولينج) تشتغل، و هي طبعا عبارة عن فلاتر كرطونية مشبعة بالمياه تسمح بمرور الهواء من خلاياها، فيبرد الهواء الداخل إلى الحظيرة، و هي أكثر الطرق كفاءة لتبريد الحظائر في الدول الحارة.. المشكل أن تلك المنظومات مزودة بآلية لضبط الرطوبة داخل الحظيرة، فكلما ارتفعت الرطوبة توقفت المكيفات، ، الشيء الذي لا يمكن السماح به، لأن الحظائر بدون مكيفات تتحول إلى جحيم قاتل.. فقمت بفصل المكيفات عن المنظومة، لإبقاءها شغالة طوال الوقت.. لخفض درجة الحرارة من 51 درجة إلى 26 درجة.. و لم نستطع خفضها إلى 24 أبدا.
المشكل الثاني للتهوية النفقية، أنها تسبب في ارتفاع نسبة عدم التجانس في القطعان:
فالطيور تتكدس في مقدمة الحظيرة، حيث المكيفات و الهواء المنعش، بينما يبقى الثلث الأخير من الحظيرة شبه خالي من الطيور(خصوصا في الثلثين الأولين من عمر القطيع)، و لهذا نلاحظ أن أعلى الأوزان نجدها في نهاية الحظيرة بالقرب من المراوح.. بينما تظل الأوزان متدنية في مقدمة الحظيرة.. و هذا خلل كبير يربك المربي في تحديد موعد بيع القطيع.. و في توزيع العلف ...
هناك أيضا مشكل صحي، يتمثل في تكدس الغبار و الغازات في لقسم الأخير من الحظيرة، وضرر هذا يظهر كثيرا في الحظائر المجهزة بالأقفاص، فعادة ما تصاب الطيور المتواجدة في نهاية الحظيرة بالقرب من المراوح لسوء الهواء هناك.
و هذه بعض السلبيات الأخرى للتهوية الدينامية :
الإستهلاك الكبير في الكهرباء.
ضرورة بقاء المراوح شغالة طول الوقت، لتهوية الحظيرة وعدم خنق القطعان.
ضرورة إيجاد مصدر بديل للكهرباء في حالة انقطاع الكهرباء (مولد كهرباء).
ضرورة تجهيز الحظيرة بمنظومة إنذار للتنبيه عند انقطاع الكهرباء أو فصل أحد القواطع التفاضلية ( disjoncteur différentiel).
تخصيص عامل أو تقني لمتابعة سير المعدات الكهربائية، فيمكن لمنظومة الإنذار أن تصاب بعطل بسبب وجود قوارض (فئران و جردان) تتلف خيوطها..
إلى جانب ذلك، على المربي أن يضع في الحسبان أن كفاءة المراوح تقل للأسباب التالية:
o طول مسافة الحظيرة: حينما يتجاوز طول الحظيرة 60 إلى 80 متر، تصبح إدارتها فنيا من الصعوبة بمكان في حالة التهوئة النفقية، و ذلك لإختلال الضغط و الحرارة بين مقدمة الحظيرة و نهايتها.
o وجود حواجز في مسار الهواء على طول الحظيرة مثل الأعشاش و المجاثم (مجثم الطيور) أو الستائر التي توضع لفصل الطيور عن بعضها.. و غيرها.. كل ذلك من شأنه أن يقلل كفاءة المروحة بنسبة قد تصل إلى 4/1 ، مثال على تأثير الحواجز في كفاءة المروحة:
عند ضغط الهواء: 0pa (الباسكال هو وحدة قياس الضغط) تسحب المروحة 44800م³ من الهواء في الساعة، بينما تنخفض هذه الكمية إلى 33300م³ من الهواء في الساعة عندما يكون الضغط (المتولد عن اصطدام الهواء بالحواجز) 40 باسكال.. أي حوالي ربع كفاءة المروحة نفقدها بسبب الحواجز و الستائر.. و الأعشاش و المجاثم و غيرها.. و على المربي أن يعرف هذا ليضبط سرعة و وثيرة اشتغال المراوح.
هذه باختصار أهم المعلومات المتعلقة بالتهوئة، و هناك معطيات و تفاصيل و معادلات كثيرة لحساب كمية الهواء و منسوبه وسرعته.. يطول الأمر في ذكرها.
=========================
إنتهت مقالات التهوئة، يليها مقال حول : كيف نعيد الدجاج البياض لإنتاج البيض لموسم ثاني؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق