الأربعاء، 24 فبراير 2016

مشكل التهوئة: نقطة ضعف المربين !!!!

مشكل التهوئة:
نقطة ضعف المربين !!!!
.
.
يعاني الكثير من المربين المبتدئين (و أيضا المحترفين) من مشكل التهوئة داخل الحضائر (الكوريات).. و بتعبير أدق : الفشل في تحقيق تهوئة جيدة دون مضاعفات على الطيور (الدجاج).
من البديهي القول بأن الهواء هو عنصر حيوي للبقاء على الحياة.. و هذا الهواء إن تلوث لسبب من الأسباب فإنه يصبح عنصرا مضرا للطيور.. لذا يجب تجديد الهواء داخل الحضيرة بشكل يوفر للطيور حاجتها من الهواء النقي.
الذي يحدث أنه عندما نحاول توفير الهواء أو تجديد الهواء نقع في مشاكل كثيرة، منها:
أيام البرد، يكون الهواء خارج الحضيرة باردا جدا، و وصول الهواء البارد إلى المجال الحيوي للطيور يشكل خطرا كبيرا عليها. (المجال الحيوي هو المجال الذي تتحرك فيه الطيور أي حوالي 60 سنتم من الأرضية).
أيام الصيف يكون الهواء ساخنا خارج الحضيرة، و لتبريد الهواء الساخن، يقوم المربون باستعمال تقنيات كلها تعتمد على الماء (المكيفات/ الرشاشات.. تبليل الأرضية), هو ما يسبب في ارتفاع نسبة الرطوبة التي تشكل خطرا مباشرا على الطيور.
لأن الهواء البارد أو الرطوبة الزائدة كلها تشوش على أداء الجهاز التنفسي الذي يعتبر أهم جهاز في الطيور و إصابته تعتبر خطرا مباشرا.
طيب، أين يكمن المشكل؟ و ما الحل؟
يكمن المشكل في أننا لا نعرف الكثير عن الدجاج الذي نربيه، و قد قرأت يوما جملة في نادي فرنسي تقول: لتربية الدجاجة يجب أن تفهم الدجاجة.
الدجاجة أيها الإخوة، تنتج حوالي 0,5 wat من الحرارة كل ساعة لكل كلج من اللحم.
الدجاجة تنتج حوالي 35% من الرطوبة من كمية الماء التي تستهلكه (إذا شربت الدجاجة لترا من الماء مثلا فإنها تنتج 350 سل من الرطوبة داخل الحضيرة على شكل زرق "زبل" أو بخار تنفس أو عرق..)
لذا تعالو نقوم بعملية حسابية لنعرف ما كمية الحرارة و كمية الماء التي يجب علينا التخلص منها داخل الحضيرة.
مثال قطيع يتكون من 5000 دجاجة:
يستهلك في المعدل حوالي 800 لتر ماء في اليوم للشرب فقط بمعدل 160 مل لكل دجاجة ( حسب الحرارة و الوزن)، هذا يعطينا كنتيجة : 280 لتر من الماء عبارة عن براز (زرق) و بخار و عرق.. هذه الكمية إن لم نتخلص منها و نخرجها خارج الحضيرة ستتضاعف و تصبح أرضية الحضيرة مبتلة جدا و خطيرة جدا. لأنها سنتنج أنواعا من الغازات بسبب تخمر الفرشة و منها غازاليوريا و غاز الأمونيا الخطير على الجهاز التنفسي للدجاج.
أما الحرارة: فحسب الوزن، الدجاجة التي تزن 1 كلج مثلا، تنتج نصف واط من الحرارة، و النتيجة أن قطيعنا المكون من 5000 دجاجة سينتج 2500 واط من الحرارة كل ساعة (25 لمبة فئة 100 واط ).. هذه الحرارة يجب التخلص منها، و للتخلص منها يجب تبريد الهواء، و لتبريد الهواء نلجأ إلى استعمال الماء، سواء عبر المكيفات (باد كولينك) أو عبر الرشاشات في السقف أو عبر تبليل الفرشة..) و هكذا كل ما نقوم به هو مزيد من إفساد المناخ داخل الحضيرة (إرتفاع نسبة الرطوبة/إرتفاع نسبة اليوريا والأمونياك) الشيء الذي يسبب في كثير من الأمراض على رأسها التهاب الشعب الهوائية المعدي و ما يعرف بالجلالة... لأننا نقوم بتدمير الجهاز المناعي للطيور عبر تلك الغازات التي تصيب العيون و الأنف و القصبة الهوائية و الأكياس الهوائية و الرئية، التي خلقها الله لتؤدي وظيفة محدد..
و هذا يشبه من يحاول تبريد المستحمين في حمام بخاري.. !!
ما هو الحل إذن:
للأسف، يكمن الحل في معرفة بعض خصائص الهواء و بعض خصائص هندسة البناء، لأن المربين يقومون ببناء حضائر في الواقع غير لائقة و غير مؤهلة لتربية الدجاج فيها، مثل البيوت البلاستيكية، أو الغرف الترابية.. و هذه البيوت تتطلب مراقبة 24 ساعة على 24 ساعة، لإتخاذ الإجراءات الضرورية في كل لحظة.. و هو ما لا يقوم به المربي قطعا... و ما يعقد الوضع أكثر هو كثافة الطيور داخل تلك البيوت، و في اعتقادي أن 8 طيور في المتر هو أقصى ما يمكن تربيته فيها، لعدم وجود تجهيزات مساعدة على التحكم في جودة المناخ داخل الحضيرة..
و إنشاء الله تعالى سأقدم إليكم بعض الشروط الضرورية لبناء البيوت أو الغرف المخصص لتربية الدجاج ، للتقليل من هذه المشاكل.
و الله و لي التوفيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق